موجات تسريح العمالة تجتاح العالم

الإثنين: 6 أبريل 2009      الساعة 4:3 مساءً
مستقبل مجهول ينتظره العمال بعد تسريحهم
تقرير ـ نور الهدى محمد:

تباينت آراء المحللون حول سياسة الإستغناء عن العمالة والتى أصبحت فيروس يجتاح قطاع الأعمال الخاص والعام فى دول العالم المتقدم والنامى على السواء فى محاولة قامعة ليست لمواجهة الأزمة المالية العالمية ولكن لإضافة المزيد من الأعباء على العاملين ليصبح البتر أفضل طريقة للعلاج.

لم تقتصر آثار الأزمة الإقتصادية على الخسائر المالية فقط ولكنها خلفت معها أزمة ثقة بين قطاع الأعمال والعاملين والذى اضطرالأول لإستخدام سياسات قاسية لمواجهة تللك الأزمة تراوحت فى أقل درجاتها بخفض وتأخير رواتب العاملين لتتعدى مداها بالإقصاء المفاجئ والإستغناء عن الكفاءات.

شطب 80 ألف وظيفة في فرنسا

أعلنت وزارة العمل الفرنسية أن سوق العمالة الفرنسية قامت بشطب ما يقرب من 80 ألف وظيفة خلال هذا العام .

كما تتوقع الحكومة الفرنسية أن يصل عدد الوظائف المشطوبة إلي نحو 300 ألف وظيفة خلال العام الحالي ، فى حين وصف العديد من المراقبون توقعات الحكومة بالتفاؤل المبالغ فيه .

ويأتي هذا الإعلان عقب أن سجلت فرنسا أسوأ زيادة شهرية لمعدل البطالة في شهر كانون ثان/يناير الماضي حيث تم تسجيل 90 ألف شخص عاطل جديد.

آلاف الوظائف يفقدها قطاع الخدمات المالية البريطاني

يتجه قطاع الخدمات المالية في بريطانيا إلى تقليص 15 ألف وظيفة في الشهور الثلاثة القادمة لمقابلة الهبوط القياسي في الإيرادات والتدني الحاد في معدلات الربحية وذلك طبقاً لدراسة إتحاد الصناعات البريطاني.

و كشفت الدراسة أن أعداد الذين تم توظيفهم في قطاع الخدمات المالية في الربع الأخيرمن العام هبط بمعدلات هي الأسرع منذ يونيو/حزيران 1993 في أعقاب الركود الأخير.


احتجاجات عالمية ضد سياسات تسريح العمالة
وتتوقع الدراسة هبوطاً مماثلاً في الربع الحالي من العام الجاري الأمر الذى يشير إلى أن 15 ألفاً آخرين سيفقدون وظائفهم في قطاع الخدمات المالية.

ولم تسلم حتى أكبر الشركات المالية في بريطانيا من تداعيات تلك الأوضاع فاضطرت هي الأخرى لخفض الوظائف حيث أعلن بنك "أتش.أس.بي.سي" الأسبوع المنصرم عن تسريح 1200 وظيفة أخرى.

ومن المرجح أن تخفض مجموعة لويدز المصرفية ورويال بنك أوف سكوتلاند بدورها الآلاف من الوظائف في وقت لاحق من العام الحالي.


فقدان الوظائف يتخطى التوقعات في الولايات المتحدة

خسرت الولايات المتحدة 651 ألف وظيفة في شباط/فبراير بعد شهرين من خسائر كارثية في مجال العمل ليصل معدل البطالة إلى 8,1% وهو المعدل الأعلى للبطالة فى الولايات المتحدة منذ عام 1983.

كما أعلنت مؤخراً مجموعة التكنولوجيا المتحدة "يو تي سي" الصناعية الأميركية إلغاء 11600 وظيفة في العالم معظمها في أجهزتها الإدارية، إثرانهيار مبيعاتها بشكل قوي منذ نهاية العام الماضي.

وقالت وزيرة العمل الأمريكية هيلدا سوليس في بيان لها: "سوف نواصل القيام بكل ما هو ممكن لكسر الدائرة المدمرة لفقد الوظائف في هذا البلد، وعودة الأمريكيين للعمل."
أوباما : "تقع علينا مسؤولية التحرك، وهذا ما اعتزم فعله بوصفي رئيسا للولايات المتحدة الاميركية"
من جانبه قال أوباما خلال حفل تخريج ضباط شرطة أُنقذت وظائفهم من خلال خطته لتحفيزالإقتصاد : "تقع علينا مسؤولية التحرك، وهذا ما اعتزم فعله بوصفي رئيسا للولايات المتحدة الاميركية".

وشدد الرئيس على أهمية المضى قدماً فى تطبيق خطة التحفيز والتى تكلفت 787 مليار دولار لمواجهة عواقب الأزمة الإقتصادية المتفاقمة.

فقدان 99 ألف وظيفة في سنغافورة.

حذر تقرير اقتصادي صادر عن مجموعة "دي.بي.إس بنك" المصرفية مؤخراً من احتمال فقدان سوق العمل السنغافورية نحو 99 ألف وظيفة بحلول منتصف العام المقبل 2010في ظل الركود الاقتصادي.

وقال خبراء البنك: "إن الإجراءات السياسية التي اتخذتها الحكومة لمواجهة الركود حتى الآن ستساعد في احتواء الأزمة، لكن الأسوأ بالنسبة إلى أسواق العمل لم يأت بعد".
"ميتسوبيشى" و "هونداى" تعتزمان تسريح قطاع كبير من عمالتهم العالمية
من جانب آخر كشفت شركة صناعة السيارات اليابانية "ميتسوبيشي موتورز" سادس كبريات شركات السيارات في اليابان عن توقعها تسجيل خسائر كبيرة خلال العام المالي الحالي، فيما أعلنت شركة باناسونيك تسريح 15 ألف عامل من موظفيها.

وأعلنت شركة "هونداى" اليابانية لصناعة السيارات انسحابها من سباقات سيارات "الفورمولا واحد" لعجزها عن توفير التمويل اللازم جراء أزمة اقتصادية تمر بها.

كما أوضحت الشركة عزمها إلغاء وظائفها في كل من اليابان وبريطانيا بسبب انخفاض الطلب علي مركباتها.


تخفيض 30% من الوظائف بالإمارات.

أكدت شركات التوظيف وخبراء سوق العمل داخل الإمارات بأن نسبة الوظائف المتاحة انخفضت بنحو 30 % مقارنةً بالعام الماضي, في حين ارتفعت نسبة الباحثين عن عمل داخل الدولة بنحو 100 %.

وشهد القطاع المالي بشكل أكثر من غيره انخفاضاً في نسبة الوظائف المعروضة، في حين كان القطاع الصحي والقطاع الأكاديمي من أبرزالقطاعات التي لم تنخفض وظائفها المعروضة، وأقلها في إنهاء خدمات العاملين.

وقال مدير القوى العاملة والتوظيف في شركة "أساس" للموارد البشرية المتخصصة في التوظيف في القطاع الحكومي وقطاع البترول:"أن الشركات العاملة في مجال النفط والبترول والصناعات القائمة عليها فى إمكانها استيعاب المزيد من الوظائف إلا أن كثيرا من هذه الشركات فضلت تأجيل عملية التوظيف في الوقت الحالي حتى تتضح ملامح الأزمة الحالية وتأثيرها المستقبلي فيها".

ومن المتوقع أن تقوم 75% من الشركات السعودية بتجميد التوظيف على مدى الربعين القادمين من السنة وذلك وفقاً لاستطلاع للرأى أجراه احد البنوك السعودية.


تسريح العمالة فى مصر

اتخذ القطاع الخاص من تسريح العمالة المصرية شعاراً له خلال المرحلة الحالية بما فيه ن مصانع وشركات ومؤسسات،خاصةً مع تفاقم تأثير الأزمة المالية العالمية .

وبدأت الفنادق في تقليص حجم تكاليف العمالة، بحجة مواجهة تداعيات الأزمة العالمية على سوق السياحة المصرية، والتي تشهد نقصًّا حادًّا تصل نسبته إلى 70? من إجمالي الإشغال، حسبما أكد مسئولو هذه الفنادق.

البطالة فى مصر.. طوابير لا تنتهى
كما بدأت البنوك المصرية في تسريح أعداد من العمالة، وخصوصًا في أقسام التسويق والمبيعات بحجة أنها عمالة هامشية لا تندرج ضمن الكادرالوظيفي المعين في البنوك، كما طال التسريح العمالة بقطاع البناء والمقاولات، وهوالقطاع الذي يضم عمالة تُقدَّر بـ500 ألف عامل على الأقل.

من جانب آخر وقفت الحكومة عاجزة عن وقف نزيف التسريح خاصة بعد تصريحات رشيد محمد رشيد وزيرالتجارة والصناعة التى أعرب فيها عن عدم مقدرته على منع أي صاحب مصنع من تسريحِ ما لديه من عمالة بسبب الأزمة المالية العالمية.


شركات خارج نطاق الخدمة

أظهر استطلاع للرأي أجرته بوابة "انكرويت" للتوظيف على ستمائة شركة أن الشركات ستقوم بتخفيض توظيف العمال النظاميين بنسبة 40%.

وبدأت نتائج استطلاع "انكرويت " تتجسد على أرض الواقع حيث أعلنت شركة "نوكيا" الرائدة عالمياً في مجال الهواتف النقالة إلغاء 1700 وظيفة إضافية في مختلف أنحاء العالم وهو أكبر عدد من الوظائف تلغيه الشركة منذ انطلاق الأزمة الاقتصادية التي أدت إلى تراجع رقم معاملاتها وأرباحها.

"جوجل" تعتزم تخفيض 200 وظيفة عالمياً

كما أعلن اوميد كورديستاني نائب الرئيس المسئول عن المبيعات العالمية وتطوير الأعمال بشركة "جوجل" الشهيرة عن عزم شركته تخفيض 200 وظيفة عالمياً.

وأشارت دراسة اقتصادية لأحد الخبراء الألمان إلى خطر تعرض مئة ألف عامل في ألمانيا لفقدان وظائفهم في حال إفلاس شركة "أوبل" لصناعة السيارات الأمر الذي سيكلف الدولة مايزيد عن 6 مليارات يورو على شكل نفقات معونات البطالة.

كما طالت سياسة التسريحات الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الكندية "سي بي سي -راديو كندا" والتى تعتزم إلغاء 800 وظيفة لمواجهة انخفاضات عوائدها .

انتشر "فيروس" تسريح العمالة بين شركات القطاع العام والقطاع الخاص على السواء حيث تلجأ إليه الشركات فى محاولة لحد من خسائها فى ظل الأزمة الإقتصادية الحالية لكنها فى المقابل تخسرآلاف الكفاءات.

(عدد التعليقات : 0)

الاسم :
البريد الإلكترونى :
الدولة :
عنوان التعليق :
التعليق :